13) جنّة الدنيا ..
في الدنيا جنّة .. من دخلها لا يشتاق إلى شئ أبداً... تلك هي طاعة الله عزّ جلّ ..
(14) بذر كل شئ ...
يروى أن قيصر الروم كتب إلى معاوية بن أبي سفيان رسالة يقول فيها :
أخبرني عما لا قِبلة له ، وعمن لا أب له ، وعمن لا عشيرة له ، وعمن سار به قبره ، وعن ثلاثة أشياء لم تُخلق في الرحم ، وعن شئ ، وعن نصف شئ ، وعن لاشئ ، وابعث إليّ في هذه القارورة ببذر كل شئ .
فبعث معاوية بالكتاب والقارورة إلى عبد الله بن عباس أعظم الفقهاء المسلمين في ذلك الوقت ليجيب على الأسئلة ، ورد ابن عباس قائلاً :
أما ما لا قِبلة له فالكعبة..وأما من لا أب له فعيسى.. وأما من لا عشيرة له فآدم..وأما من سار به قبره فيونس (النبي الذي ابتلعه الحوت)..وأما ثلاثة أشياء لم تُخلق في الرحم فكبش ابراهيم ، وناقة صالح ، وحيّة موسى.. وأما شئ فالرجل له عقل يعمل به.. وأما نصف شئ فالرجل ليس له عقل ويعمل برأي ذوي العقول.. وأما لا شئ فالذي ليس له عقل يعمل به ولا يستعين برأي وعقل غيره... ثم ملأ ابن عباس القارورة ماء وقال : هذا بذر كل شئ ..
(15) الوصايا السبع...
قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه : أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع :
* بحب المساكين ، وأن أدنو منهم..
* أن أنظر إلى من هو أسفل مني ، ولا أنظر إلى من هو فوقي..
* أن أصل رحمي وإن جفوني..
* أن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله..
* أن أتكلم بالحق..
* ألا تأخذني في الله لومة لائم..
* أن لا أسأل الناس شيئاً..
(16) أنا اليوم صائم ...
قام الحجاج بن يوسف ذات يوم برحلة صيد في الصحراء ، وبينما هو يتناول طعامه مرّ عليه راعٍ رقيق الحال ، فدعاه الحجاج لتناول الطعام معه ، فقال الراعي : دعاني من هو أكرم منك فأجبته . قال الحجاج : ومن هو ؟ قال الراعي : الله تبارك وتعالى دعاني للصوم ، فأنا اليوم صائم . قال الحجاج : أتصوم في مثل هذا اليوم الحار ؟ قال الراعي : نعم صمت ليوم أحرّ منه . قال الحجاج : تعال وكل معي اليوم وصم غداً . قال الراعي : إذا أفطرت اليوم فهل يضمن لي الأمير أن أعيش غداً . قال الحجاج : ليس لي ذلك . قال الراعي : فكيف تسألني عاجلاً بآجل ليس لك إليه سبيل ..
(17) عثمان بن عفان ...
دعاه أبو بكر رضي الله عنه للإسلام ، فأسلم على الفور ، وعُرف بشدة الحياء وسعة نفقته ، تزوج من بنتين من بنات الرسول صلى الله عليه وسلم وهو شرف لم ينله أحد قط من صحابة الرسول ..فعندما ماتت رقيّة أثناء غزوة بدر ، زوجه الرسول أختها أم كلثوم ، وبعد وفاتها قال الرسول صلى الله عليه وسلم : لو كان عندنا ثالثة لزوّجناك إياها ، ولهذا سُمّي بذي النورين . قال الرسول : أن ملائكة الرحمن لتستحي من عثمان بن عفان .
وفي عهده تم جمع القرآن الكريم ، ونسخ المصاحف ، وفتح أفريقيا . وانتهت خلافته باستشهاده وهو يتلو كتاب الله عزّ وجلّ ، وهو من العشرة المبشرين بالجنة.
(18) من الحكم ...
* أنعم على من شئت تكن أميره..
* واستغن عمن شئت تكن نظيره..
* واحتج إلى من شئت تكن أسيره..
19) إيثار ...
كان الإمام عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ماراً بالسوق ومعه خادم له.. فوقف أمام بائع للثياب وقال له : هل عندك ثوبان بخمسة دراهم ؟ فقال البائع : نعم ، وقدّم له ثوبين .. ثوباً بثلاثة دراهم ، وثوباً بدرهمين.. فأعطى سيدنا عليّ الخادم الثوب الأول ، واحتفظ لنفسه بالثوب الثاني.. فقال الغلام : يا سيدي خذ أنت هذا فإنك تعلو المنبر وتخطب الناس..قال الإمام : أنا أعلو المنبر وأخطب الناس وأنا عليّ ، أما أنت فشاب لك بهجة الشباب ، وأنا أكره أن أتفضل.. فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ألبسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما تأكلون ، فتجمّلوا بالإيثار تنالوا رضا الله تعالى.
(20) الخليفة المأمون ...
كان الخليفة المأمون كريماً متسامحاً ، نادى مرة غلامه ، فدخل الغلام مغاضباً وقال : كل ساعة يا غلام يا غلام .. أما ينبغي للغلام أن يأكل وأن يشرب وأن ينام وأن يستريح ؟ فأطرق المأمون ، وظن الحاضرون أنه سيأمر بقتله ، ولكنه رفع رأسه وقال : إذا حسُنت أخلاق السيد ساءت أخلاق خادمه ، وإذا ساءت أخلاق السيد حسُنت أخلاق خادمه ، ونحن لا نسوّئ أخلاقنا لتحسُن أخلاق خدمنا ، وعفا عنه.
(21) لطائف وطرائف ...
دخل أحد الصالحين على هارون الرشيد ، وبعد أن تحدثا في بعض الأمور لفترة من الوقت ، همّ الشيخ الصالح بالإنصراف .. فقال له هارون الرشيد : عظني أيها الشيخ..فقال الشيخ الصالح له : لو دامت لغيرك ما وصلتك (يعني الخلافة) ..قال له الرشيد : زدني أيها الشيخ . قال الشيخ : تلك قصورهم وهذه قبورهم..قال الرشيد : زدني أيها الشيخ . قال : كفى بالموت لك واعظاً . فبكى هارون الرشيد حتى ابتلت لحيته ، ثم قال : أيها الشيخ ، أعليك دَيْن فنقضيه عنك ؟ قال الشيخ : يقضيه عني من هو أقدر على قضائه منك . قال الرشيد : خذ من مالي ما يكفيك رزقاً لك ولعيالك . فتبسم الشيخ الصالح وقال : ويحك يا خليفة المسلمين ، أتحسب أن الله يرزقك وينساني ..؟
(22) القوة والضعف أمام الله ...
قال الإمام عليّ رضي الله عنه لولده الحسن : يا بنيّ ، احذر أن يراك الله عند معصية ، ويفقدك عند طاعة ، فتكون من الخاسرين .. فإذا قويت ، فاقو على طاعة الله ، وإذا ضعفت فاضعف من معصيته.
(23) حسن الخلق ...
سُئل أحد الحكماء عن حُسن الخلق فقال : هو أن يكون المرء كثير الحياء ، قليل الأذى ، كثير الإصلاح ، صدوق اللسان ، قليل الكلام ، قليل الخطأ ، قليل الفضول ، وفياً ، شديد الصلة بالأقارب والأصحاب ، وقوراً ، صبوراً ، يلقى الناس لقاءاً جميلاً.